Uncategorized

دور المادة العضوية والمخصبات البكتيرية في استدامة التربة وخفض التوصية السمادية للخس

دور المادة العضوية والمخصبات البكتيرية في استدامة التربة وخفض التوصية السمادية للخس هو موضوع يستحق التأمل العميق، حيث يعتبر هذا التفاعل الحيوي حجر الزاوية لزراعة مستدامة وفعالة. في عالم يتزايد فيه الطلب على الغذاء، تصبح الحاجة إلى تقنيات زراعية مبتكرة أكثر إلحاحًا. كما إن إدخال المادة العضوية والمخصبات البكتيرية لا يعزز فقط خصوبة التربة، بل يسهم أيضًا في تحسين هيكلها وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه.

في هذا المصدر العلمي ، سنستكشف كيف يمكن لهذه الممارسات أن تساهم في تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، مما يؤدي إلى زراعة أكثر استدامة وصحة. كذلك دعونا نبدأ رحلة استكشاف التأثيرات العميقة لهذه العناصر على التربة والمحاصيل، ونكتشف الحلول التي يمكن أن تضمن مستقبلًا زراعيًا أفضل.

دور المادة العضوية والمخصبات البكتيرية في استدامة التربة وخفض التوصية السمادية للخس

الخلاصة Summary 

نفذت تجربة حقلية في محطة الأبحاث الزراعية بجامعة الأنبار في الموسم الخريفي لعام 2023، بهدف دراسة تأثير المادة العضوية والمخصبات البكتيرية على استدامة التربة وتقليل التوصية السمادية للخس. كما تضمنت التجربة ثلاثة عوامل رئيسية:

  1. السماد العضوي بمستويين (1% و2% من وزن التربة).
  2. المخصبات الحيوية، بما في ذلك نوعين من الكائنات الدقيقة.
  3. التسميد المعدني، بأربع مستويات (25%، 50%، 75%، و100%).

استخدم تصميم القطاعات العشوائية الكاملة (RCBD) مع ثلاثة مكررات، وتم ري التجربة بالتنقيط. أظهرت النتائج أن إضافة السماد العضوي بمستوى 2% تفوقت على 1% في معظم الصفات، محققةً زيادات معنوية في النمو والحاصل. كما أظهرت إضافة المخصبات الحيوية تأثيرًا إيجابيًا على تركيز العناصر الغذائية في التربة.

علاوة على ذلك، زادت مستويات التسميد المعدني (100%) من جميع مؤشرات النمو والحاصل بشكل معنوي مقارنة بالمستويات الأخرى. وأظهرت معاملات التداخل الثلاثي أعلى القيم في جميع الصفات المدروسة، مما يشير إلى فعالية هذه الاستراتيجيات في تحسين إنتاجية الخس. 

المقدمة

تتزايد أهمية الأساليب الزراعية الحديثة التي تعتمد على الأسمدة الكيميائية لزيادة الإنتاج الزراعي، لكن استخدامها المفرط قد يؤدي إلى آثار سلبية على البيئة، مثل تدهور التربة وتلوث المياه الجوفية وتقليل التنوع الحيوي. على الرغم من زيادة الإنتاجية، يمكن أن يؤدي التركيز العالي من بعض العناصر، مثل النترات، إلى مخاطر صحية. لذا، تم البحث عن استراتيجيات بديلة تشمل استخدام المخصبات العضوية والحيوية، التي تحسن خصائص التربة وتوفر العناصر الغذائية اللازمة للنباتات. المخصبات الحيوية، التي تحتوي على كائنات دقيقة، تعزز صحة التربة وتقلل من الحاجة للأسمدة الكيميائية، مما يساعد أيضًا في تقليل تكاليف الإنتاج.

من بين المحاصيل المهمة، يعتبر الخس (Lactuca Sativa L) من الخضروات الشتوية الأساسية في العراق، ويحتاج إلى تسويق نيتروجيني جيد. ومع ذلك، فإن الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية قد يؤدي إلى تراكم النترات في النبات ويشكل مخاطر صحية.

هدف الدراسة

  1. اختبار تأثير الأسمدة العضوية والحيوية في تقليل التسميد المعدني لنبات الخس.
  2.  اختبار تأثير التسميد العضوي والحيوي وتداخلاتها في نمو وحاصل الخس وجاهزية بعض العناصر في التربة. 
  3. دراسة مدى كفاءة المخصبات الحيوية المستخدمة في الدراسة من الحد من محتوى النترات في أوراق الخس. 

اقرأ كذلك: تأثير المادة العضوية ومحتوى الجبس في تبخر الماء وبعض الخصائص المائية للتربة

أهمية المخلفات العضوية

أهمية الاسمد العضوية في تحسين خصوبة التربة وإنتاجية المحاصيل:

  • تزايد الاهتمام بالمخلفات الحيوانية والنباتية كمصادر طبيعية لإنتاج الأسمدة العضوية الصلبة والسائلة.
  • تعمل هذه الأسمدة على تحسين الخصائص الكيميائية والفيزيائية للتربة، مما يساهم في استغلال الموارد الطبيعية وإعادة تدويرها [Calvo وآخرون، 2014].
  • تشمل المادة العضوية في التربة جميع المواد العضوية الموجودة أو المضافة، بما في ذلك بقايا النباتات والكائنات الحية الدقيقة، والتي تتحلل لتكوين الدبال الذي يحسن خصائص التربة ويزيد من خصوبتها [Hossain وآخرون، 2017].
  • تعد المادة العضوية مخزنًا مهمًا للعناصر الغذائية الضرورية للنباتات بعد تحللها في التربة.

مكونات المادة العضوية

  • تتكون المادة العضوية من مكونين رئيسيين: الدبال (Humified compounds) والمواد العضوية غير المتدبلة (Non-humified compounds).
  • يشكل الدبال النسبة الأكبر من المادة العضوية، وتتراوح نسبته من 65% إلى 85%، ويتميز بلونه الداكن وقابليته للذوبان في القواعد.
  • تشمل المواد العضوية غير المتدبلة السكريات، الأحماض الأمينية، الدهون، الشموع، والبروتينات، وهي مواد يمكن أن تكون مصدرًا للمادة العضوية.
  • تلعب دورًا حيويًا في التربة، حيث تتأثر بالنشاط الحيوي للكائنات الدقيقة وتساهم في خصوبة التربة.

محتوى التربة من المادة العضوية

  • تعتبر المادة العضوية في التربة مؤشرًا مهمًا لجودة التربة وإنتاجيتها. إليك النقاط الأساسية حول هذا الموضوع:
  • تأثير العوامل البيئية: يتأثر مستوى المادة العضوية في التربة بعدة عوامل، منها الإضافات العضوية، نوع النباتات، والمناخ. عمومًا، تزداد في المناطق الباردة وتقل في المناطق الحارة والجافة.
  • نسب المادة العضوية: في المناطق المعتدلة والباردة، تتراوح نسبتها في التربة بين 4-5%. بينما تكون التربة الزراعية الغنية بالمادة العضوية أعلى من 2%.
  • تحسين المحتوى: يمكن تحسين محتوى التربة من المادة العضوية من خلال إضافة الأسمدة العضوية، مثل السماد العضوي، أو استخدام الأسمدة الكيميائية، مما يسهم بشكل كبير في تعزيز خصائص التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.

تحلل المادة العضوية

تحلل المادة العضوية هو عملية حيوية تتضمن تكسير المواد العضوية إلى مكوناتها الأساسية بواسطة الكائنات الحية الدقيقة. كما ان هذه العملية ضرورية للحفاظ على جودة التربة وإنتاجيتها، حيث تساهم في تحويل المادة العضوية إلى مواد مغذية يمكن للنباتات استخدامها.

1. العملية الحيوية

تتحلل المادة العضوية، سواء كانت نباتية أو حيوانية، بفعل الكائنات الدقيقة في التربة. كما ينتج عن هذه العملية مكونات جديدة تعزّز خصائص التربة الكيميائية والفيزيائية، مما يساعد في تحسين الإنتاج الزراعي.

2. العوامل المؤثرة

تتأثر عملية التحلل بعدة عوامل، منها:

  • درجة الحرارة: حيث تلعب دورًا حاسمًا في سرعة التحلل. تساهم درجات الحرارة المعتدلة في تسريع العملية.
  • الرطوبة: توفر الرطوبة اللازمة لنشاط الكائنات الدقيقة.
  • نوع المادة العضوية: تختلف سرعة التحلل حسب نوع المادة، حيث تتحلل السكريات والسليلوز بشكل أسرع من بعض المركبات الأخرى.

3. النتائج النهائية

تتضمن النتائج النهائية لعملية التحلل إنتاج المركبات العضوية وغير العضوية، مثل الكربون والمغذيات الأخرى. كذلك ان هذه المواد تصبح متاحة للنباتات، مما يعزز النمو والخصوبة.

4. أهمية التحلل

تعتبر عملية تحلل المادة العضوية ضرورية لدعم الحياة في التربة، حيث تساهم في تحسين بنية التربة، زيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء، وتعزيز التنوع البيولوجي.

كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن جميع هذه العوامل تتفاعل مع بعضها، مما يؤثر على فعالية عملية التحلل ويعزز من استدامة النظام البيئي الزراعي.

دور المادة العضوية في نمو وحاصل النباتات

تلعب المادة العضوية دورًا حيويًا في تعزيز خصائص التربة ودعم نمو النباتات، حيث توفر العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها النباتات. تسهم في تحسين بنية التربة وتعزيز النشاط الميكروبي، مما يؤدي إلى زيادة كفاءة استخدام العناصر الغذائية. تشير الدراسات يمكن أن يقلل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، مما يسهم في تحسين إنتاجية المحاصيل وجودتها.

أظهرت الأبحاث أن إضافة المادة العضوية تؤدي إلى زيادة ملحوظة في الحاصل الكلي والنمو الخضري للنباتات. على سبيل المثال، أظهرت نتائج الدراسات أن المحاصيل المدعومة بالمادة العضوية حققت ارتفاعات أكبر في الطول والوزن، مقارنة بتلك التي استخدمت الأسمدة الكيميائية فقط. كما أن المعاملات التي تتضمن تطبيقات ثلاثية من المادة العضوية أثبتت فعاليتها في تحسين جميع الصفات المدروسة، مما يعكس أهميتها في الزراعة المستدامة وتحسين جودة المحاصيل.

الأسمدة الحيوية وأهميتها للتربة

تعتبر الأسمدة الحيوية من العناصر الأساسية في الزراعة المستدامة، حيث تحتوي على كائنات حية مثل البكتيريا والفطريات والطحالب التي تساهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.

1. آلية العمل

تعمل الأسمدة الحيوية على:

  • تحويل العناصر الغذائية: تساعد هذه الكائنات في تحويل العناصر الغذائية من صور غير قابلة للامتصاص إلى صور قابلة للاستخدام من قبل النباتات.
  • مقاومة الأمراض: تعزز الأسمدة الحيوية قدرة النباتات على مقاومة الأمراض والظروف البيئية غير الملائمة.
  • تحسين خصائص التربة: تساهم في تحسين بنية التربة وزيادة نشاط الكائنات الدقيقة المفيدة.

2. مصادر الأسمدة الحيوية

تتعدد مصادر الأسمدة الحيوية، منها:

  • البكتيريا: مثل Azotobacter وRhizobium التي تثبت النيتروجين في التربة.
  • الفطريات: مثل الفطريات الم mycorrhizal التي تعزز امتصاص المغذيات.
  • الطحالب: التي تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية.

3. فوائد الأسمدة الحيوية

  • بيئة صديقة: تعتبر بديلًا صديقًا للبيئة للأسمدة الكيميائية التي قد تسبب تلوثًا.
  • تقليل التكاليف: تساهم في تقليل تكاليف الإنتاج من خلال تحسين كفاءة استخدام العناصر الغذائية.
  • زيادة الإنتاجية: أظهرت الدراسات أن الأسمدة الحيوية تُحسن الصفات الزراعية والإنتاجية للمحاصيل مثل الذرة والطماطم.

4. أهمية البحث

تتزايد الأبحاث المحلية والعالمية حول استخدام الأسمدة الحيوية في الزراعة، حيث تظهر النتائج تحسينًا في الصفات الزراعية وزيادة في المحتوى النيتروجيني في التربة.

كذلك تعتبر الأسمدة الحيوية أداة فعالة لتحقيق الزراعة المستدامة، مما يسهم في الحفاظ على البيئة وزيادة إنتاجية المحاصيل بشكل مستدام.

 

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى